أخبار وتقارير

إعلانات رئاسية غير مباشرة بالأقاليم الستة

يمنات – الشارع
استقبل رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, أمس, في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء, محافظي محافظات الحديدة, ريمة, المحويت, حجة, ومعهم عدد من المشائخ والأعيان, وعدد من أعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية في المحافظات الأربع.
وفيما قال مصدر رفيع ل”الشارع” إن هذه المحافظات ستشكل إقليماً واحداً في الدولة الاتحادية الفيدرالية القادمة؛ أشار الرئيس هادي في اللقاء “إلى طبيعة التجانس والانسجام المجتمعي في هذه المحافظات الأربع”.
وطبقاً لوكالة “سبأ” الحكومية, فقد “شدد الرئيس هادي على أن الوحدة في ظل الاتحادي أكثر ضماناً وأماناً واستقرارا, من حيث توسيع المسؤولية والسلطة والثروة وإرساء العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد”.
وقال الرئيس إن “مخرجات المؤتمر الوطني الشامل ستشكل محطة استراتيجية نحو المستقبل الآمن, وعلى أساس النظام الاتحادي المرتكز على الأقاليم”.
وأوضح أن “المحافظة أو الإقليم سيتمتع بصلاحية كاملة واستقلالية مالية وإدارية, وبما يوفر الخدمات الأساسية المتمثلة بالكهرباء والمياه والطرقات والتربية والتعليم, والتي ما تزال قاصرة على الأداء الطبيعي ولم تستطع توفيرها منذ نصف قرن”.
وقال إن “ذلك سيخلق انسجاماً إدارياً وتنموياً واقتصادياً, وقبل ذلك أمنيا. وبهذه المصفوفة يمكن أن يتم تحقيق التطور والنهوض بأسرع وقت ممكن وتحقيق كافة الغايات المرجوة”.
وحسب الوكالة, فقد نبة رئيس الجمهورية إلى أن “المركزية دائما هي سبب المشاكل الإدارية والانتقاص من حقوق الناس والإهمال في الأداء, واليوم يمكن للإقليم الذي سيتشكل من اربع محافظات بانسجام كامل أن يحقق التنمية والنهوض نحو المستقبل الأفضل”.
وقال: “من الممكن أن يكون هناك مجلس نواب مصغر من 30 شخصا, ومجلس وزراء من الوزارات الخدمية, التي تراقب الوضع عن كثب وتنفيذ برنامج تنموياً واضحا. وسيكون من الممكن أن تعرف كل عاصمة محافظة أو مدينة موازنتها السنوية ومستحقاتها التنموية بصورة شفافة وواضحة لا لبس فيها أو شبهات”.
و”استعرض الرئيس أيضاً جملة من المعطيات التي ستكون أساسا في منظومة إدارة الإقليم من النواحي الاستثمارية والصحية والشرطوية, بدون مركزية, وضرب الأخ الرئيس عدداً من الأمثلة على ذلك”.
وذكرت الوكالة الحكومية أن الرئيس هادي “تناول النجاحات المحققة على صعيد ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014و2051والذي توج بالانتصار الحاسم يوم أمس (أمس الأول) بالنجاح الباهر, وبما يحقق التطلعات والآمال التي يصبو إليها أبناء شعبنا خلال الجلسة الاختتامية الأخيرة بعد حوارات ونقاشات أثمرت النجاح الكامل”.
وأشار الرئيس إلى ما كانت عليه الأوضاع عند مطلع الأزمة عام 2011م وما ساد الأوضاع من انقسامات عسكرية وأمنية ومجتمعية, والمخاضات العسيرة التي أدت إلى انبثاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والوقيع عليها, وتبنى مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي كلة للمبادرة الخليجية كمخرج للأزمة في اليمن. وجدد القول إن “المبادرة قد ارتكزت أساساً على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن”.
وفيما أشار الرئيس إلى “المخاطر التي كانت محدقة خلال الأزمة”؛ قال: “كانت هناك خطط للإخلاء الى جيبوتي؛ لكننا أصرينا أن ذلك سيؤثر على تنفيذ المبادرة وسيترك أثراً سلبياً على استتباب الأمن”.
وأفاد أن “العديد من القضايا والموضوعات كانت تطرح كمقترحات وتصورات من هنا وهناك, إلا أن المبادرة الخليجية قد حسمت الموضوع بصورة أفضل وبما لا يكون هناك غالب أو مغلوب”.
وقالت وكالة “سبأ” إن عدداً من هذه القيادات والشخصيات من المحافظات الأربع “أكدوا, في اللقاء على أنهم يقفون مع جهود الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي, مشيدين بما قدمه ويقدمه من جهود وصادقة في سبيل إخراج اليمن إلى بر الأمان. كما باركوا هذه الخطوات وأكدوا أن إقليمهم, المكون من الحديدة- ريمة- المحويت- حجة, متجانس من جميع الجوانب وأن التنمية والتطوير ستكون سهلة جداً, بعيدا عن المركزية والاستحواذ والاستفراد بالقرار”.
واعتبر هذا النص, الذي ورد في الوكالة الرسمية, بمثابة إعلان أولي على أن هذه الحافظات ستشكل إقليماً واحداً.
وقال ل”الشارع” مصدر رفيع في رئاسة الجمهورية إن الرئيس هادي بدأ, منذ أيام, الاجتماع بالشخصيات الاجتماعية ومشائخ المحافظات التي ستشكل أقاليم مشتركة, دون أن يتم الإعلان عن أن هذه اللقاءات تأتي ضمن هذا الأمر.
والأحد الماضي, استقبل الرئيس هادي, عددا كبيرا من الأكاديميين والقياديين وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني والمشائخ والأعيان والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية من أبناء محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرة.
وطبقاً للمصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث في هذا الموضوع, فإن هذه المحافظات ستشكل إقليماً واحداً في النظام الفيدرالي القادم, وأكد المصدر أن الرئيس هادي قد أقر أن تتشكل الدولة الفيدرالية القادمة من ستة أقاليم, إقليمين في الجنوب, وأربعة في الشمال.
وفي اجتماع الأحد, قال رئيس الجمهورية إن الدولة الاتحادية في اليمن ستقوم على “أقاليم موزعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث والتمازج الاجتماعي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب, تسوده المفاهيم الحديثة وتذوب فيه الطائفية والمذهبية والتصرفات العنصرية”.
وأوضح الرئيس, في ذلك اللقاء أن “الثروات البترولية والغازية والذهب والحديد والزنك والنحاس موجودة بكمية تجارية ضخمة في جميع مناطق اليمن, وبالأمن والاستقرار والعمل الدؤوب سيتم الاستفادة القصوى من هذه الثروات, بصورة علمية وشفافة, وبحيث تعرف كل مدينة ومحافظة مستحقاتها من هذه الثروات, بعيداً عن العشوائية والارتجال وعدم الإنصاف في التوزيع. وهناك أمثلة كثيرة للفساد الذي ساد أعمال الفترة الماضية”.
وأضاف: “إن نظام الإقليم سيكون مجففا للفساد؛ لأن العمل الإداري والإشرافي يمضي عن قرب, والجميع متعافون يستطيعون متابعة كل شيء وتثبيت الأمن وملاحقة الإرهاب بصورة أكثر اقتدارا”.
ونقلت وكالة “سبأ” الحكومية عن الرئيس هادي قوله, “إن المجتمع الدولي, وفي المقدمة الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن, معنا ويؤيدون هذا الاتجاه بقوة, ويعتبرونه الأساس للحفاظ على الوحدة اليمنية والبناء الديمقراطي”.
ومنتصف يناير الجاري, استقبل رئيس الجمهورية, عددا من المشائخ والشخصيات الاجتماعية والوجاهات وأعضاء مؤتمر الحوار, من محافظات مأرب والجوف والبيضاء. وطبقاً للمصدر الرئاسي, فهذه المحافظات ستشكل إقليماً واحداً.
وذكرت وكالة “سبأ” أن الرئيس قال في هذا اللقاء أنه “قد حان الوقت اليوم للخروج بنتائج مرضية للجميع وملبية لطموحات اليمنيين, في إطار دولة اتحادية من عدة أقاليم تسودها العدالة والمساواة والمشاركة الحقيقية في السلطة والثروة, بعيداً عن المركزية المفرطة”.
وأوضح رئيس الجمهورية أنه “سيتم دراسة كافة المطالب المشروعة واستيعابها, من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واللجنة التي سيتم تشكيلها لتحديد عدد الأقاليم”.
وأفادت الوكالة أن حاضري اللقاء “أشاروا إلى أن محافظات مأرب والجوف والبيضاء عانت الكثير خلال الخمسين عاما الماضية لأسباب كثيرة.. مطالبين بضرورة الاهتمام بها وتنميتها تطويرها”.
ونقلت الوكالة عن هؤلاء المشائخ والشخصيات قولهم إن “أبناء هذه المحافظات عقدوا سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التي أفضت إلى المطالبة بإقليم سبأ, وبما يسهم في تطوير هذه المناطق”.
ووفقاً للقاءات الرئيس هادي, فلم يتبق من المحافظات الجنوبية إلا عدن ولحج وأبين والضالع, والتي, من المرجح, أن تشكل إقليما واحداً, عاصمته عدن.
وكان مصدر رئاسي قال لصحيفة “القدس العربي” الأيام الماضية, إن العاصمة صنعاء وعمران وصعدة ستكون ضمن إقليم واحد, عاصمته صنعاء؛ غير أن المصدر رجح أن تكون ذمار ضمن هذا الأقاليم أيضاً.
ونقلت “القدس العربي” عن المصدر الرئاسي قوله إن محافظتي تعز وإب ستكونان في إقليم واحد, هو إقليم الجند, عاصمته تعز.
في 12 يناير الجاري, أعلن رسمياً أن مؤتمر الحوار الوطني “أقر بالأغلبية تفويض” الرئيس هادي “بتشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم؛ ويكون قرارها نافذاً, على أن تتولى اللجنة دراسة خيار ستة أقاليم- أربعة في الشمال واثنان في الجنوب- وخيار إقليمين, وأي خيار ما بين هذين الخيارين يحقق التوافق”.
وجاء هذا الإعلان في ظل احتجاجات واسعة بسبب “التحايل” على أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في عملية التصويت على هذا “التفويض”.

زر الذهاب إلى الأعلى